محمد حامد جمعة يكتب ..دواس كان عجباك إندس

1
وأقصد على محور قضية (الفشقة) ؛ إذ مؤكد ومرجح أن خيار التسوية بالحوار والتفاوض عبر الآليات الثنائية معطل ولا سبيل لإختراقات مباشرة بشأنه في ظل قطيعة شبه كاملة على المستوى الرسمي . مع اولوية كل طرف بالخرطوم وأديس ابابا للانكباب على أزمات داخلية حلها اوجب قبل خوض اي عراك حول الارض . فالجيش الاثيوبي مستهلك في عراكات داخلية ونطاق عمليات إمتدت من تقراي الى اروميا الى بني شنقول . مع ازمة وضغوط من المجتمع الدولي بشان تداعيات أزمة الإقليم الشمالي وإنتخابات داخلية في الافق وصراع اطراف عرقية إتسع الان ليؤسس لصراع بين الأمهرا والارومو وهما الحاضنة الاثنية للنظام الحاكم _ على تبايانات_ ناهيك عن وضعية أرتريا في المشهد الأثيوبي كظهير مساند توغلت ولا سبيل أمامها سوى المضي حتى اخر الشوط مع آبي احمد لان اي خروج لها سيعقد وضع الرجل كما انه سيجعلها جزء من دافعي الفواتير
2
السودان من الناحية العسكرية يبدو وضعه أفضل فالجيش تقريبا يمارس عملية فك عضلات بعد طول حضانة بعد تراجع مستوى المهددات من جماعات التمرد حتى قبل سقوط البشير . كما ان ظروف التصعيد الحالية في الفشقة صنعت له أجواء معنوية شعبية صاخبة مع رصيد سياسي مرشح للازدياد لكن السلبية الاكبر تتبدي في الوضع الاقتصادي الذي لن يتحمل صرف مجهود حربي كما انه انه ربما لا يتوافر له إسناد واضح من الحاضنة السياسية كما ان بعض القوى والتنظيمات ولمنطلقات شتى تتخوف من أنها ستكون الخاسرة حال تكسب الجيش من وضعية (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) الذي قد يحدث تحولات داخلية بالمشهد تعيد ترتيب الورق . هذا بخلاف انها لاسباب تخصها تأسس خطابها السياسي والاعلامي على تجريم الجيش وازرعه العسكرية الشريكة وهو خطاب لن يقبله الشارع ان كانت هناك حرب .
3
بعد اخر مهم اخذه ويتعلق بشبكة التحالفات الإقليمية حال ذهاب السودان واثيوبيا الى وضعية الحرب ؛ حسابات أرتريا التي ستكون جغرافيا ضمن صندوق المتحرك العسكري ناهيك عن وضع ملتهب مماثل سيحي جبهة تحرير تقراي بشكل حتمي ولهذا إمتدادات قد تطال داخل أسمرا وبالتالي وان لم تكن حرب الفشقة حربها فستجد نفسها في مرمى النيران بشكل قسري . بالنسبة لمصر فببساطة ان قامت ام لم تقم فهي تربح وضعية القلق والارهاق للسودان واثيوبيا وهي بدء من اليوم ستكسب إرتفاع ترند الفشقة على حساب ملف سد النهضة . موقف الإمارات العربية نفسها سيكون محل إعتبار . والمفاضلة بين الخرطوم وأديس ابابا ستكون حاضرة . وهكذا بجرد حساب إفتراضي قد تجد كل دول شرق افريقيا والقرن الافريقي انها تحت خيار دواس كان عجباك إندس ! خيارا او إضطرارا.
4
حسابات الدول العظمى خاصة أمريكا والاتحاد الاوربي ستقيس على مؤشرات الارتدادات على تماسك اثيوبيا والسودان بعد الحرب (لا قدر الله) وهل أفضل لهما دولتين بإستقرار متوسط ام صعود دولة بالنصر واندلاع تحولات داخلية بإنقلاب او غيره كردة فعل لمحصلة ما سيحدث !
5
وهكذا كما ترون فالامر خيمة الريح تدخلها من كل الجهات وتخرج !

Related posts